إمراة ووظيفة! للأديب الرائع د. خالد سليمان
إمراة ووظيفة! أبحث عن وظيفةْ فبطالتي أبداً ليست ظريفةْ تجعل المرءَ يشعر أنه بلا نفعٍ كجيفةْ أهلي يرغبون تزويجي بأية تصريفةْ فيجلبون عرساناً أرجو معس واحدهم وتنتيفهْ فواحد يقول عني سمينة وآخر لا يريدني نحيفةْ يُذكونَ غيظي وأخشى أن أغدو بفضلهم عنيفةْ كأني رهنُ أمرِ واحدهم ناطرةً عطفه وتشريفهْ واحدهم يشبه ضفدعاً أحولاً ويريد إليسا وليفةْ ليت جاري الوسيمِ برعي يعشقني وآكل ملحه ورغيفهْ وسأَجري معه خطيفةْ وأنا راضيةٌ ولو عشنا في سقيفةْ لا تظنوا أني سهلة خفيفةْ ولكني أحس في البيت أني كلبة مخيفةْ وليتهم منحوني عطفَ الكلبةِ الأليفةْ نعم أريد وظيفةْ وإن كنت أدري أن أضرار الشغل في عصرنا ليست طفيفةْ فهل هناك من وظيفةٍ خفيفةٍ على القلب لطيفةْ المدراء يرون البنتَ جاريةً وفي أفضل الأحوال مضيفةْ غضب الكون يهوي عليها إن همّوا بها وكانت شريفةْ وكم من الأوغاد يزعجها مهما بدت حازمةً عفيفةْ ليتني أحظى بشغلٍ في برجٍ شاهقٍ كبرج خليفةْ فأنا أخشى أني سأسقط ذات يومٍ كقذيفةْْ لأرتاح من ربعي ومن هذه الدنيا السخيفة! د. خالد سليمان