**مدمن يعجز عن التوبة** بقلم الأديب أ/ عبد الستار الخديمي - تونس
**مدمن يعجز عن التوبة**
مُدمن أنفاس الصّباح
تتسلّل دون ضجيج أو صياح
ونصمت إجلالا عن الكلام المباح
وتخرس كلاب الحراسة عن النباح
إنها مطيّتي للسّفر في عينيك
وقطف حمرة الورد من وجنتيك
والاضمحلال كالغبار بين ذراعيك
تنطلق سهامي من قوسيْ حاجبيك
فتصيب اللّمى
فلا مردّ لحكم الله إذا قضى
كل شيء يتلاشى
في صخب خيوط الشمس الملتهبة
كل شيء يتعافى
في حمّى قبلة على عجل
ورسم خرائط جسد دون ملامح على وجل
إنها مجرد لوحة
تتجدّد -كما الأماني- كل صباح
سلسة
رتيبة
دون ضجيج أو صياح
إنها فصول رواية
وطلاسم بقايا حكاية
وشِعر مهدور على ضفاف منسية
وشَعر ممدود على طرفي نقيض
وطوق من الحُلم
ومعارف تليدة من جواهر العلم
وشواطئ لا متناهية من الحِلم
كم أنت جميلة!!
في وجه الشمس المغبرّ
في بكاء مولود جاء الدنيا مجبرا
في صوت بائع الفواكه
في جلبة السوق
في صرير عربات القطار
في صور الغربة في المطار
في غنج الصبايا
في انعكاس المرايا
ألاّ تكوني جميلة في عيني
ذاك هو جوهر العار
ألا تكوني حبيبتي
فتلك آخر محطة للقطار
بقلم:عبد الستار الخديمي - تونس

تعليقات
إرسال تعليق